{إِنَّهُ} يعني القرآن {لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ َ} أي تلاوة رسول كريم، يعني محمدًا صلى الله عليه وسلم. {وَمَا هُوَ بِقَولِ شَاعِرٍ قَلِيلا مَّا تُؤمِنُون وَلا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلا مَا تَذَكَّرُونَ}1 قرأ ابن كثير وابن عامر ويعقوب: {يؤمنون} و{يذكرون} بالياء فيهما، وقرأ الآخرون بالتاء، وأراد بالقليل نفي إيمانهم أصلا كقولك لمن لا يزورك: قلما تأتينا. وأنت تريد: لا تأتينا أصلا. {تَنزيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَلَوْ تَقَوَّلَ} تخرَّص واختلق {عَلَيْنَا} محمد {بَعْضَ الأقَاوِيلِ} وأتى بشيء من عند نفسه. {لأخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ} قيل {مِنْ} صلة مجازه: لأخذناه وانتقمنا منه باليمين أي بالحق، كقوله: {كنتم تأتوننا عن اليمين} [الصافات- 28] أي: من قبل الحق. وقال ابن عباس: لأخذناه بالقوة والقدرة. قال الشماخ في عرابة ملك اليمن:إذا ما رايةٌ رُفِعَت لمَجْدٍ *** تلقَّاها عُرَابَةُ باليَمِينأي بالقوة، عبر عن القوة باليمين لأن قوة كل شيء في ميامنه.وقيل: معناه لأخذنا بيده اليمنى، وهو مثل معناه: لأذللناه وأهنَّاه كالسلطان إذا أراد الاستخفاف ببعض من يريد يقول لبعض أعوانه: خذ بيده فأقمه.