سورة الحاقة - تفسير تفسير البغوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (الحاقة)


        


{إِنَّهُ} يعني القرآن {لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ َ} أي تلاوة رسول كريم، يعني محمدًا صلى الله عليه وسلم. {وَمَا هُوَ بِقَولِ شَاعِرٍ قَلِيلا مَّا تُؤمِنُون وَلا بِقَوْلِ كَاهِنٍ قَلِيلا مَا تَذَكَّرُونَ}1 قرأ ابن كثير وابن عامر ويعقوب: {يؤمنون} و{يذكرون} بالياء فيهما، وقرأ الآخرون بالتاء، وأراد بالقليل نفي إيمانهم أصلا كقولك لمن لا يزورك: قلما تأتينا. وأنت تريد: لا تأتينا أصلا. {تَنزيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ وَلَوْ تَقَوَّلَ} تخرَّص واختلق {عَلَيْنَا} محمد {بَعْضَ الأقَاوِيلِ} وأتى بشيء من عند نفسه. {لأخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ} قيل {مِنْ} صلة مجازه: لأخذناه وانتقمنا منه باليمين أي بالحق، كقوله: {كنتم تأتوننا عن اليمين} [الصافات- 28] أي: من قبل الحق. وقال ابن عباس: لأخذناه بالقوة والقدرة. قال الشماخ في عرابة ملك اليمن:
إذا ما رايةٌ رُفِعَت لمَجْدٍ *** تلقَّاها عُرَابَةُ باليَمِين
أي بالقوة، عبر عن القوة باليمين لأن قوة كل شيء في ميامنه.
وقيل: معناه لأخذنا بيده اليمنى، وهو مثل معناه: لأذللناه وأهنَّاه كالسلطان إذا أراد الاستخفاف ببعض من يريد يقول لبعض أعوانه: خذ بيده فأقمه.


{ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ} قال ابن عباس: أي نياط القلب وهو قول أكثر المفسرين. وقال مجاهد: الحبل الذي في الظهر. وقيل هو عرق يجري في الظهر حتى يتصل بالقلب، فإذا انقطع مات صاحبه. {فَمَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حَاجِزِينَ} مانعين يحجزوننا عن عقوبته، والمعنى: أن محمدًا لا يتكلف الكذب لأجلكم مع علمه بأنه لو تكلفه لعاقبناه ولا يقدر أحد على دفع عقوبتنا عنه، وإنما قال: {حاجزين} بالجمع وهو فعْل واحدٍ ردًا على معناه كقوله: {لا نفرق بين أحد من رسله} [البقرة- 285]. {وَإِنَّهُ} يعني القرآن {لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ} أي لعظة لمن اتقى عقاب الله. {وَإِنَّا لَنَعلَمُ أَنَّ مِنكُم مُّكَذِّبِينَ وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ} يوم القيامة يندمون على ترك الإيمان به.
{وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ} أضافه إلى نفسه لاختلاف اللفظين.
{فَسَبِّح بِاسمِ رَبِّكَ العَظِيم}.

1 | 2 | 3